[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] العبادات في الإسلام
تأخذ العبادات حيزاً واسعاً في حياة المسلم فهي
الأساس الذي من أجله بعث الله جميع الرسل )ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن
اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت((140).بل هي الغاية التي من اجلها خلق الله
الجن والإنس قال تعالى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون((141).
والعبادات في الإسلام لها معنيان.
المطلب الأول :معنى العبادة
هناك معنيان :
1) معنى خاص: وهي الشعائر والأعمال والطاعات التي أمر الله تعالى بها كالصلاة والصيام والزكاة والحج…الخ.مما حدده الشرع .
2)
معنى عام للعبادة: وهي كل عمل صالح ونافع ولو كان دنيوياً يبتغى به رضوان
الله ولا يخالف شرع الله وكذلك تناول المباح يقصد به التوسل لما يحبه الله ،
وبهذا المعنى يكون الإنسان في عبادة دائمة متى نوى بأعماله رضوان الله أو
التوسل لفعل ما يحبه الله و أن تكون خالصةً لوجه الله "(142).قال تعالى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ((143).
والعبادة في الإسلام على درجتين:
1) عبادة مفروضة وهي مقدرة ومحددة .
2)
وعبادات نافلة سواء كانت من جنس العبادات المفروضة أم من غير
جنسها(144)،بشرط أن تكون مشروعة لا مبتدعة والعبادات المفروضة لزوماً
والمندوبة استحباباً: من صلاةٍ تتكرر كل يوم وليلة خمس مرات، هي للروح أشبه
بالوجبات الغذائية للجسم،وتجعل المؤمن دائما في صلة دائمة مع الله
تعالى،تنجيه من الغرق في لجج الحياة اليومية ومشاغلها(145).
المطلب الثاني :الإنسان بحاجه إلى العبادة
خلق
الله الإنسان محتاجاً إليه، وحاجته إليه في عبادته إياه، ولا صلاح له ولا
فلاح في الدنيا والآخرة إلا بهذه العبادة لأن البشر هم المحتاجون لخالقهم
وربهم هو الغني عن جميع خلقه.
والعبادات في الإسلام تتميز بالوسطية
فلا إفراط ولا تفريط فلم يطلب من أتباعه "التفرغ للعبادة والانقطاع عن
الحياة كما فعل النصارى فمنهج العبادة عندهم قائم على الروحانيات والرهبنة
التي تحرم الزواج على أصحابها "وتكبت الغرائز وتمنع كل أنواع الزينة وطيبات
الرزق وترى ذلك رجساً من عمل الشيطان، وبالغوا في العبادة وأخرجوها عن
كيفيتها ، وعن المراد منها وأصبحت رهبانية مشوهه"(146).
أما اليهود
فقد أفرطوا في الماديات وتناسوا حاجة الإنسان إلى غذاء الروح."فلا تقرأ في
أسفارهم إلا ما هو متعلق بالدنيا فقط، فلا يعبد الله الشخص إلا لتحقيق كسب
عاجل أو خوفاً من عقوبة عاجلة، وأصبحت القيم المادية محور الحياة"(147).
المطلب الثالث :الصلاة
بعض
آيات الصلاة )وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها((148) .)وأقم الصلاة طرفي
النهار وزلفاً من الليل((149)." ) إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً
موقوتاً((150))الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون((151).)واستعينوا
بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين((152).)وأقيموا الصلاة وآتوا
الزكاة واركعوا مع الراكعين((153). )قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا
الصلاة((154). )إن الإنسان خلق هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا* وإذا مسه الخير
منوعا* إلا المصلين((155). )وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء
والمنكر((156).)فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون * الذين هم
يراءون((157).)وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة
((158).والصلاة هي أولى العبادات المفروضة على الإنسان بل هي رمز العبودية
"فهي من جهة اعتراف بفضل الله على الإنسان هذا الفضل الذي لا يُحد، ويتمثل
في كل ما أعطاه الله للإنسان من الخيرات ، وما سخره له في هذه الحياة طلباً
لدوام هذه النعمة ثم هي من جهة أخرى تمثل صلة الإنسان الدائمة بربه بحيث
لا ينسى الإنسان واقع الصلة بينه وبين ربه وواقع القدرة الإلهية التي تحكمه
وتسيطر عليه وتحيي فيه دوماً فكرة السيطرة الإلهية التامة على الكون وعلى
الفرد"(159). وتغذي حاجة الفطرة الإنسانية على وجهها الصحيح، وللصلاة في
الإسلام فوائد ومميزات لا نستطيع حصرها نذكر منها ما يلي:
1) الصلاة
ربانية :فالله تعالى وحده هو الذي حدد معالمها ، وحدد عددها وأركانها
وشروطها وعين زمانها …الخ. ولم يقبل من أحد من الناس مهما كان مجتهداً في
الدين ومهما علا كعبه في العلم والتقوى أن يبتكر صوراً وهيئات لها من عنده
للتقرب إلى الله تعالى، ومن فعل شيئاً من ذلك فقد شرع في الدين ما لم يأذن
به الله تعالى ،وعدّ عمله بدعةً وضلاله ورد عليه عمله كما يرد الصيرفي
النقاد العملة الزائفة(160).
2) تمتاز بعنصر الوحدة والنظام
:فالصلاة الإسلامية تجد فيها كل عناصر الوحدة والانسجام بحيث تجد المصلين
يؤدون عملاً واحداً ينسجم مع روحية الصلاة وجلالها ،فلا تلههم الأحاديث
الجانبية"(161)،يؤدون الصلاة بخشوع ، وحركات تخدم الذل والخشوع للخالق
سبحانه،وهذه الحركات يؤدونها بنظام دقيق بحيث تسجل صلاة الجماعة في المساجد
الكبيرة ومنها الحرم أعلى درجات النظام العالمي.
3) تتحقق بها
المساواة: ففي مساجد الإسلام –حيث تقام صلاة الجماعة والجمعة- تأخذ
المساواة صورتها العملية، وتزول كل الفوارق التي تميز بين الناس ، فمن ذهب
إلى المسجد أولاً أخذ مكانه في مقدمة الصفوف وإن كان أقل الناس مالاً
وأضعفهم جاهاً ، ومن تأخر حضوره تأخر مكانه مهما يكن مركزه"(162). فهم
سواسية أمام الله قبلتهم واحدة وركوعهم وسجودهم وأقوالهم وأفعالهم واحدة .
4)
تغفر بها الذنوب : فهي "مع الصلاة مغفورة مقهورة إذ هي تجديد صلة وتجديد
عهد وغسل لماضٍ وفتح صفحة جديدة مع الله عز وجل "(الصلوات الخمس والجمعة
إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر)"(163).
5) الصلة
المباشرة : تمتاز الصلاة في الإسلام بأنها صلة مباشرة بين العبد وربه فلا
تحتاج إلى وسطاء ووكلاء بين العبد والرب كما هو معمولٌ به في الديانة
النصرانية فلا تقبل الصلاة إلا مع وجود الكاهن ولا تقبل التوبة والاستغفار
إلا إذا أقرها الكاهن، والذي قد يكون أحياناً أكثر فسقاً من الذي يطلب منه
قبول توبته.
6) شمول الصلاة :الصلاة تشمل العبادة القلبية ومنها
النية والخشوع لله ،والقولية: وهي أقوال الصلاة التي تذكر، وعمليه وهي
أفعال الصلاة، يقول الدكتور يوسف القرضاوي:"إن عبادة كالصلاة تتجلى فيها
عبادة اللسان بالتلاوة والتكبير والتسبيح والدعاء، وعبادة الجسم بالقيام
والقعود والركوع والسجود، وعبادة العقل بالتفكر والتأمل في معاني
القرآن،وعبادة القلب بالخشوع والحب لله،والشعور بمراقبة الله "(164).
ثم
هناك معنى آخر للشمول في الصلاة فهي تشمل حياة المسلم كاملة في كل الظروف
في العافية والمرض وفي السلم والحرب والحضر والسفر وفي الصغر منذ بلوغ
الإنسان إلى الكبر، ولكنها خففت على المريض فله أن يجمع والمسافر له أن
يقصرها والمحارب له أن يصليها على أي حالة هو فيها ؛وذلك كله من أجل أن لا
تنقطع الصلة بين العبد وربه