مكية.
بسم الله الرحمن الرحيم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](1)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](2)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](3)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](4)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](5)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](6)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](7)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](9)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](10)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](11)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أخبرني يونس بن سُلَيْم قال: أملى عليَّ يونس بن يزيد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الأيلي، عن ابن شهاب، عن عُرْوَة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عَبْدٍ
القاريّ قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كان إذا نـزل على رسول الله صلى
الله عليه وسلم الوحيُ، يسمع عند وجهه كدَوِيّ النحل فَمَكثنا ساعة،
فاستقبل القبلة ورفع يديه، فقال:"اللهم، زدنا ولا تَنْقُصْنا، وأكرمنا ولا
تُهِنَّا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثِرْنا ولا تؤثر [علينا، وارض عنا]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وأرضِنا" ، ثم قال: "لقد أنـزلت علي عشر آيات، من أقامهن دخل الجنة"، ثم قرأ: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) حتى ختم العَشْر.
وكذا روى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الترمذي في تفسيره، والنسائي في الصلاة، من حديث عبد الرزاق، به
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
وقال الترمذي: منكر، لا نعرف أحدا رواه غير يونس بن سليم، ويونس لا نعرفه.
وقال النسائي في تفسيره: أنبأنا قُتَيْبَةَ بن سعيد، حدثنا جعفر، عن أبي
عمران عن يزيد بن بابَنُوس قال: قلنا لعائشة: يا أم المؤمنين، كيف كان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان خلق رسول الله صلى الله
عليه وسلم القرآن، فقرأت: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) حتى انتهت إلى:
( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ) ، قالت: هكذا كان
خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقد رُوي عن كعب الأحبار، ومجاهد، وأبي العالية، وغيرهم: لَمَّا خلق الله جنة عدن، وغرسها
بيده، نظر إليها وقال لها. تكلمي. فقالت: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ )
، قال كعب الأحبار: لِمَا أعدَّ لهم فيها من الكرامة. وقال أبو العالية:
فأنـزل الله ذلك في كتابه.
وقد رُوي ذلك عن أبي سعيد الخدري مرفوعا، فقال أبو بكر البزار: حدثنا
محمد بن المُثَنَّى، حدثنا المغيرة بن سلمة، حدثنا وُهَيْب، عن الجُرَيْري،
عن أبي نَضْرَة، عن أبي سعيد قال: خلق الله الجنة، لَبِنَةً من ذهب ولبنة
من فضة، وغرسها، وقال لها: تكلمي. فقالت: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ )
، فدخلتها الملائكة فقالت: طوبى لك، منـزلَ الملوك! .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ثم قال
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] : وحدثنا بِشْر بن آدم، وحدثنا يونس بن عبيد الله العُمَري، حدثنا عَدِي
بن الفضل، حدثنا الجُرَيْرِي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: "خلق الله الجنة، لَبِنَةً من ذهب ولبنة من فضة، وملاطها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] المسك" . قال أبو بكر: ورأيت في موضع آخر في
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هذا الحديث: "حائط الجنة، لبنة ذهب ولبنة فضة، ومِلاطُها المسك. فقال لها:
تكلمي. فقالت: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) فقالت الملائكة: طوبى لك،
منـزل الملوك!".
ثم قال البزار: لا نعلم أحدًا رفعه إلا عَدِيّ بن الفضل، وليس هو بالحافظ، وهو شيخ متقدم الموت
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني: حدثنا أحمد بن علي، حدثنا هشام بن
خالد، حدثنا بَقِيَّة، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال
النبي صلى الله عليه وسلم: "لمّا خلق الله جنة عَدْن، خلق فيها ما لا عين
رأت، [ولا أذن سمعت]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ، ولا خطر على قلب بشر. ثم قال لها: تكلمي. فقالت: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
بَقِيًّة: عن الحجازيين ضعيف.
وقال الطبراني: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا مِنْجَابُ بن
الحارث، حدثنا حماد ابن عيسى العبسي، عن إسماعيل السُّدِّيّ، عن أبي صالح،
عن ابن عباس -يرفعه-: "لما خلق الله جنة عَدْن بيده، ودَلَّى فيها ثمارها،
وشق فيها أنهارها، ثم نظر إليها فقال: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) .
قال: وعزتي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لا يجاورني فيك بخيل"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
وقال أبو بكر بن أبي الدنيا: حدثنا محمد بن المثنى البَزَّار، حدثنا
محمد بن زياد الكلبي، حدثنا يعيش بن حسين، عن سعيد بن أبي عَرُوبَة، عن
قَتادة، عن أنس، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"خلق الله جنة عدن بيده، لبنة من دُرَّة بيضاء، ولبنة من ياقوتة حمراء،
ولبنة من زَبَرْجَدَةَ خضراء، ملاطُها المسك، وحَصْباؤها اللؤلؤ، وحَشِيشها
الزعفران، ثم قال لها: انطقي. قالت:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) فقال الله: وعزتي، وجلالي لا يجاورني فيك بخيل". ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [الحشر: 9] فقوله تعالى: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) أي: قد فازوا
وسُعِدُوا وحَصَلوا على الفلاح، وهم المؤمنون المتصفون بهذه الأوصاف.
(الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) " قال علي بن أبي طلحة، عن
ابن عباس: ( خَاشِعُونَ ) : خائفون ساكنون. وكذا روي عن مجاهد، والحسن،
وقتادة، والزهري
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
وعن علي بن أبي طالب، رَضِي الله عنه: الخشوعُ: خشوعُ القلبِ. وكذا قال إبراهيم النخعي.
وقال الحسن البصري: كان خشوعهم في قلوبهم، فغضوا بذلك أبصارهم، وخفضوا الجناح.
وقال محمد بن سيرين: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون
أبصارهم إلى السماء في الصلاة، فلما نـزلت هذه الآية: ( قَدْ أَفْلَحَ
الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) خفضوا
أبصارهم إلى موضع سجودهم.
[و]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال ابن سيرين: وكانوا يقولون: لا يجاوز بصره مُصَلاه، فإن كان قد اعتاد النظر فَلْيُغْمِضْ. رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
ثم رَوَى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ابن جرير عنه، وعن عطاء بن أبي رَبَاح أيضًا مرسلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك، حتى نـزلت هذه الآية.
والخشوع في الصلاة إنما يحصل بمن فَرَّغ قلبه لها، واشتغل بها عما
عداها، وآثرها على غيرها، وحينئذ تكون راحة له وقُرَّة عين، كما قال النبي
صلى الله عليه وسلم، في الحديث الذي رواه الإمام أحمد والنسائي، عن أنس، عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "حُبِّبَ إليَّ الطِّيب والنساء،
وجعلت قرة عيني في الصلاة"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
وقال
الإمام أحمد: حدثنا وَكِيع، حدثنا مِسْعَر، عن عمرو بن مُرَّة، عن سالم بن
أبي الجَعْد، عن رجل من أسلَم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا
بلال، أرحنا بالصلاة"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
وقال الإمام أحمد أيضًا؛ حدثنا عبد الرحمن بن مَهْدِي، حدثنا إسرائيل،
عن عثمان بن المغيرة، عن سالم ابن أبي الجعد، أن محمد بن الحنفية قال: دخلت
مع أبي على صهر لنا من الأنصار، فحَضَرت الصلاة، فقال: يا جارية، ائتني
بوَضُوء لعلي أصلي فأستريح. فرآنا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أنكرنا عليه ذلك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قم يا بلال، فأرحنا بالصلاة"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
وقال
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] : ( وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ) أي: عن الباطل، وهو
يشمل: الشرك -كما قاله بعضهم-والمعاصي -كما قاله آخرون -وما لا فائدة فيه
من الأقوال والأفعال، كما قال تعالى:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [الفرقان: 72] .
قال قتادة: أتاهم والله من أمر الله ما وقَذَهم عن ذلك.
وقوله: ( وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ) : الأكثرون على أن المراد بالزكاة هاهنا زكاة الأموال، مع أن هذه [الآية]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] مكية، وإنما فرضت الزكاة بالمدينة في سنة اثنتين من الهجرة. والظاهر أن
التي فرضت بالمدينة إنما هي ذات النَّصَب والمقادير الخاصة، وإلا فالظاهر
أن أصل الزكاة كان واجبًا بمكة، كما قال تعالى في سورة الأنعام، وهي مكية:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [الأنعام: 141] .
وقد يحتمل أن يكون المراد بالزكاة هاهنا: زكاة النفس من الشرك والدنس، كقوله:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]*
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [الشمس: 9، 10] ، وكقوله:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]*
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [فصلت: 6، 7] ، على أحد القولين في تفسيرها.
وقد يحتمل أن يكون كلا الأمرين مرادا، وهو زكاة النفوس وزكاة الأموال؛
فإنه من جملة زكاة النفوس، والمؤمن الكامل هو الذي يتعاطى هذا وهذا، والله
أعلم.
وقوله: ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلا عَلَى
أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ
مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ
) أي: والذين قد حفظوا فروجهم من الحرام، فلا يقعون فيما نهاهم الله عنه
من زنا أو لواط، ولا يقربون سوى أزواجهم التي أحلها الله لهم، وما ملكت
أيمانهم من السراري، ومن تعاطى ما أحله الله له فلا لوم عليه ولا حرج؛
ولهذا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال: ( فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ )
أي: غير الأزواج والإماء، ( فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) أي: المعتدون.
وقال
ابن جرير: حدثنا محمد بن بَشَّار، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا سعيد، عن
قتادة، أن امرأة اتخذت مملوكها، وقالت: تأَوّلْت آية من كتاب الله: ( أوْ
مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ) [قال]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] : فأُتي بها عمر ابن الخطاب، فقال له ناس من أصحاب النبي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] صلى الله عليه وسلم: تأولت آية من كتاب الله على غير وجهها. قال: فَغرب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] العبد وجزّ رأسه: وقال: أنت بعده حرام على كل مسلم. هذا أثر غريب منقطع، ذكره
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ابن جرير في أول تفسير سورة المائدة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ، وهو هاهنا أليق، وإنما حرمها على الرجال معاملة لها بنقيض قصدها، والله أعلم.
وقد استدل الإمام الشافعي، رحمه الله، ومن وافقه على تحريم الاستمناء
باليد بهذه الآية الكريمة ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ *
إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ) قال: فهذا
الصنيع خارج عن هذين القسمين، وقد قال: ( فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) وقد استأنسوا بحديث رواه الإمام الحسن بن
عَرَفَةَ في جزئه المشهور حيث قال:
حدثني علي بن ثابت الجَزَريّ، عن مسلمة بن جعفر، عن حسان بن حميد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سبعة لا ينظر الله
إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا يجمعهم مع العاملين، ويدخلهم النار أول
الداخلين، إلا أن يتوبوا، فمن تاب تاب الله عليه: ناكح يده
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ، والفاعل، والمفعول به، ومدمن
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الخمر، والضارب والديه حتى يستغيثا، والمؤذي جيرانه حتى يلعنوه، والناكح حليلة جاره"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
هذا حديث غريب، وإسناده فيه من لا يعرف؛ لجهالته، والله أعلم.
وقوله: ( وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ) أي:
إذا اؤتمنوا لم يخونوا، بل يؤدونها إلى أهلها، وإذا عاهدوا أو عاقدوا أوفوا
بذلك، لا كصفات المنافقين الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"آية المنافق ثلاث: إذا حَدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان".
وقوله: ( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ) أي:
يواظبون عليها في مواقيتها، كما قال ابن مسعود: سألت النبي صلى الله عليه
وسلم فقلت: يا رسول الله، أيّ العمل أحب إلى الله؟ قال: "الصلاة على وقتها"
. قلت: ثم أيّ؟ قال: "بِرُّ الوالدين" . قلت: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل
الله".
أخرجاه في الصحيحين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . وفي مستدرك الحاكم قال: "الصلاة في أول وقتها"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
وقال ابن مسعود، ومسروق في قوله: ( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى
صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ) يعني: مواقيت الصلاة. وكذا قال أبو الضُّحَى،
وعلقمة بن قيس، وسعيد بن جبير، وعكرمة.
وقال قتادة: على مواقيتها وركوعها وسجودها.
وقد افتتح الله ذكر هذه الصفات الحميدة بالصلاة، واختتمها بالصلاة، فدل
على أفضليتها، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استقيموا ولن تحصوا،
واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
ولَما وَصَفَهم [الله]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تعالى بالقيام بهذه الصفات الحميدة والأفعال الرشيدة قال: ( أُولَئِكَ
هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ )
وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سألتم الله
الجنة فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة، ومنه تفجر أنهار
الجنة، وفوقه عرش الرحمن"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سِنَان، حدثنا أبو معاوية، حدثنا
الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا وله منـزلان: منـزل في الجنة ومنـزل
في النار، فإن مات فدخل النار وَرثَ أهل الجنة منـزله، فذلك قوله: (
أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
وقال ابن جُرَيْج، عن لَيْث، عن مجاهد: ( أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ )
قال: ما من عبد إلا وله منـزلان: منـزل في الجنة، ومنـزل في النار، فأما
المؤمن فيُبنَى بيته الذي في الجنة، ويُهدّم بيته الذي في النار
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ، وأما الكافر فيُهْدَم بيته الذي في الجنة، ويُبنى بيته الذي في النار. وروي عن سعيد بن جُبَيْر نحو ذلك.
فالمؤمنون يرثون منازل الكفار؛ لأنهم [كلهم]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] خلقوا لعبادة الله تعالى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ، فلما قام هؤلاء المؤمنون بما وجب عليهم من العبادة، وترَكَ أولئك ما
أمرُوا به مما خُلقوا له -أحرزَ هؤلاء نصيب أولئك لو كانوا أطاعوا ربهم عز
وجل، بل أبلغ من هذا أيضًا، وهو ما ثبت في صحيح مسلم، عن أبي بُردَةَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يجيء يوم القيامة ناس من
المسلمين بذنوب أمثال الجبال، فيغفرها الله لهم، ويضَعُها على اليهود
والنصارى"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
وفي لفظ له: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم القيامة دَفَعَ الله لكل مسلم يهوديًّا أو نصرانيًّا، فيقال
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] : هذا فَكَاكُكَ من النار". فاستحلف عُمر بن عبد العزيز أبا بُردَةَ بالله
الذي لا إله إلا هو، ثلاث مرات، أن أباه حَدَّثه عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم، قال: فحلف له
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . قلت: وهذه الآية كقوله تعالى:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [مريم: 63] ، وكقوله:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [الزخرف: 72] . وقد قال مجاهد، وسعيد بن جُبَيْر: الجنة بالرومية هي الفردوس.
وقال بعض السلف: لا يسمى البستان فردوسًا إلا إذا كان فيه عنب، فالله أعلم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](12)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](13)
ثُمَّ
خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً
فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ
أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](15)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](16)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
يقول تعالى مخبرًا عن ابتداء خلق الإنسان من سلالة من طين، وهو آدم، عليه السلام، خلقه الله من صلصال من حمأ مسنون.
وقال الأعمش، عن المِنْهال بن عمرو، عن أبي يحيى، عن ابن عباس: ( مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ) قال: صَفوةُ الماء.
وقال مجاهد: ( مِنْ سُلالَةٍ ) أي: من منيّ آدم.
قال ابن جرير: وإنما سمي آدم طينًا لأنه مخلوق منه.
وقال قتادة: استُلّ آدمُ من الطين. وهذا أظهر في المعنى، وأقرب إلى
السياق، فإنه آدم، عليه السلام، خلق من طين لازب، وهو الصلصال من الحمأ
المسنون، وذلك مخلوق من التراب، كما قال تعالى:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [الروم: 20] .
وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا عَوْف، حدثنا قَسَامة بن
زُهَيْر، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله خلق آدم
من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قَدْر الأرض، جاء منهم
الأحمر والأسود والأبيض، وبين ذلك، والخبيث والطيب، وبين ذلك".
وقد رواه أبو داود والترمذي، من طرق، عن عوف الأعرابي، به نحوه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . وقال الترمذي: حسن صحيح.
(ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً ) : هذا الضمير عائد على جنس الإنسان، كما قال في الآية الأخرى:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]*
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [السجدة: 7، 8] أي: ضعيف، كما قال:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]*
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ، يعني: الرحمُ مُعَد لذلك مهيأ له،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]*
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [المرسلات: 22، 23] ، أي: [إلى]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] مدة معلومة وأجل معين حتى استحكم وتنَقَّل من حال إلى حال، وصفة إلى صفة؛
ولهذا قال هاهنا: ( ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً ) أي: ثم
صَيَّرنا النطفة، وهي الماء الدافق الذي يخرج من صلب الرجل -وهو
ظهره-وترائب المرأة-وهي عظام صدرها ما بين الترقوة إلى الثندوة-فصارت علقة
حمراء على شكل العلقة مستطيلة. قال عكرمة: وهي دم.
(فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً ) : وهي قطعة كالبَضعة من اللحم، لا
شكل فيها ولا تخطيط، ( فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا ) يعني: شكلناها
ذات رأس ويدين ورجلين بعظامها وعصبها وعروقها.
وقرأ آخرون: ( فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]) .
قال ابن عباس: وهو عظم الصلب.
وفي الصحيح، من حديث أبي الزِّنَاد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل جسد ابن آدم يبلى إلا عَجْبُ الذَّنَب،
منه خلق ومنه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يركب"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ) أي: وجعلنا على ذلك ما يستره ويشده
ويقويه، ( ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ) أي: ثم نفخنا فيه الروح،
فتحرك وصار ( خَلْقًا آخَرَ ) ذا سمع وبصر وإدراك وحركة واضطراب (
فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا جعفر بن مُسافر، حدثنا
يحيى بن حسان، حدثنا النضر -يعني: ابن كثير، مولى بني هاشم-حدثنا زيد بن
علي، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال: إذا أتمت النطفة
أربعة
أشهر، بُعِث إليها مَلك فنفخ فيها الروح في الظلمات الثلاث، فذلك قوله: (
ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ) يعني: نفخنا فيه الروح
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
ورُوي عن أبي سعيد الخدري أنه نَفْخُ الروح.
قال ابن عباس: ( ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ) يعني به: الروح
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . وكذا قال مجاهد، وعكرمة، والشعبي، والحسن، وأبو العالية، والضحاك، والربيع بن أنس، والسدي، وابنُ زيد، واختاره ابنُ جرير
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
وقال العَوْفِيّ، عن ابن عباس: ( ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ )
يعني: ننقله من حال إلى حال، إلى أن خرج طفلا ثم نشأ صغيرًا، ثم احتلم، ثم
صار شابًّا، ثم كهلا ثم شيخًا، ثم هرما.
وعن قتادة، والضحاك نحو ذلك. ولا منافاة، فإنه من ابتداء
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] نفخ الروح [فيه]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] شَرَع في هذه التنقلات والأحوال. والله أعلم.
قال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن زيد بن
وهب، عن عبد الله -هو ابن مسعود-قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وهو الصادق المصدوق: "إن أحدكم ليُجمع خَلقُه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم
يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه
الروح، ويؤمر بأربع كلمات: رزقه، وأجله، وعمله، وهل هو شقي أو سعيد، فوالذي
لا إله غيره، إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا
ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيختم له بعمل أهل النار فيدخلها، وإن الرجل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيختم له بعمل أهل الجنة فيدخلها".
أخرجاه من حديث سليمانَ بن مِهْرَان الأعمش
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سِنَان، حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن خَيْثَمَة قال: قال عبد الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] -يعني: ابن مسعود-إن النطفة إذا وقعت في الرحم، طارت في كل شعر وظفر، فتمكث أربعين يوما، ثم تتحدّر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] في الرحم فتكون علقة.
وقال الإمام أحمد أيضًا: حدثنا حسين بن الحسن، حدثنا أبو كُدَيْنة، عن
عطاء بن السائب، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله قال: مَرَّ
يهوديّ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه، فقالت قريش: يا
يهودي، إن هذا يَزعمُ أنه نبي. فقال: لأسألنه عن شيء لا يعلمه إلا نبي.
قال: فجاءه حتى جلس، فقال: يا محمد، مِمَّ يخلق الإنسان؟ فقال: "يا يهودي،
من كلٍّ يُخْلَقُ، من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة،
فأما نطفة الرجل فنطفة غليظة منها العظم والعَصَب، وأما نطفة المرأة فنطفة
رقيقة منها اللحم والدم" فقام اليهودي فقال: هكذا كان يقول من قبلك .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقال الإمام أحمد: حدثنا سفيان عن عمرو، عن أبي الطُّفَيْل، حُذَيْفَة
بن أُسَيْد الغفاري قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يدخل
المَلك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين ليلة، فيقول: يا رب،
ماذا؟ أشقي أم سعيد؟ أذكر أم أنثى؟ فيقول الله، فيكتبان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . فيقولان: ماذا؟ أذكر أم أنثى؟ فيقول الله عز وجل، فيكتبان ويُكْتَبُ
عمله، وأثره، ومصيبته، ورزقه، ثم تطوى الصحيفة، فلا يُزاد على ما فيها ولا
ينقص".
وقد رواه مسلم في صحيحه، من حديث سفيان بن عيينة، عن عمرو -وهو ابن دينار-به
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] نحوه. ومن طُرَق أخرَى، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيد أبي سريحة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الغفاري بنحوه، والله أعلم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا أحمد بن عبدة، حدثنا حماد بن زيد،
حدثنا عبيد الله بن أبي بكر، عن أنس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله وكّل بالرحم مَلكًا فيقول: أي رب، نطفة. أيْ رب، علقة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أي رب، مضغة. فإذا أراد الله خلقها قال: يا رب، ذكر أو أنثى؟ شقي أو سعيد؟ فما الرزق والأجل؟" قال: "فذلك يكتب في بطن أمه".
أخرجاه في الصحيحين من حديث حماد بن زيد به
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
وقوله: ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) يعني: حين ذكر
قدرته ولطفه في خلق هذه النطفة من حال إلى حال، وشكل إلى شكل، حتى تصورت
إلى ما صارت إليه من الإنسان السَّوِيّ الكامل الخلق، قال: ( فَتَبَارَكَ
اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )
قال ابن أبي حاتم: حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا حماد بن
سلمة، حدثنا علي بن زيد، عن أنس، قال: قال عمر -يعني: ابن الخطاب رضي الله
عنه-: وافقت ربي ووافقني في أربع: نـزلت هذه الآية: ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا
الإنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ) الآية، قلت
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أنا: فتبارك الله أحسن الخالقين. فنـزلت: ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )
وقال أيضًا: حدثنا أبي، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شَيْبَان، عن جابر
الجُعْفِي، عن عامر الشعبي، عن زيد بن ثابت الأنصاري قال: أملى عليَّ
رسولُ الله هذه الآية: ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ
طِينٍ ) إلى قوله: ( خَلْقًا آخَرَ ) ، فقال معاذ: ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ
أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال له
معاذ: مم ضحكت يا رسول الله؟ قال: "بها ختمت ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ
أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
جابر بن يزيد الجُعْفِي ضعيف جدًّا، وفي خبره هذا نَكَارة شَديدة، وذلك
أن هذه السورة مكية، وزيد بن ثابت إنما كتب الوحي بالمدينة، وكذلك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إسلام معاذ بن جبل إنما كان بالمدينة أيضًا، فالله أعلم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
وقوله: ( ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ) يعني: بعد هذه
النشأة الأولى من العدم تَصيرون إلى الموت، ( ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ) يعني: النشأة الآخرة،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [العنكبوت:20] يعني: يوم المعاد، وقيام الأرواح والأجساد، فيحاسب الخلائق، ويوفي كل عامل عمله، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](17)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
لما ذكر تعالى خَلْق الإنسان، عطف بذكر خلق السموات السبع، وكثيرًا ما يذكر تعالى خلق السموات والأرض
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] مع خلق الإنسان، كما قال تعالى:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [غافر:57] . وهكذا في أول ( الم ) السجدة، التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها [في]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] صبيحة يوم الجمعة، في أولها خَلْقُ السموات والأرض، ثم بيان خلق الإنسان
من سلالة من طين، وفيها أمر المعاد والجزاء، وغير ذلك من المقاصد.
فقوله: ( سَبْعَ طَرَائِقَ ) : قال مجاهد: يعني السموات السبع، وهذه كقوله تعالى:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [الإسراء: 44] ،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [نوح:15] ،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] اللَّهُ
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ
يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [الطلاق:12] . وهكذا قال هاهنا: ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ
طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ ) أي: ويعلم ما يلج في
الأرض وما يخرج منها، وما ينـزل من السماء وما يعرُج
فيها، وهو معكم أينما كنتم، والله بما تعملون بصير. وهو -سبحانه-لا يَحجبُ
عنه سماء سماء، ولا أرض أرضًا، ولا جبل إلا يعلم ما في وَعْره، ولا بحر إلا
يعلم ما في قَعْره، يعلم عدد ما في الجبال والتلال والرمال، والبحار
والقفار والأشجار،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وَمَا
تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ
الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [الأنعام: 59]